في زوايا البيوت الحلبية القديمة، حيث تمتزج رائحة السمن البلدي بنفحات التوابل الشرقية، وُلد الكعك الحلبي بالتبلة، حكاية من الزمن الجميل تُروى بلسان الطعم، وتُقدَّم بكل فخر كأحد كنوز المطبخ الشامي.
يتميّز هذا الكعك الفاخر بقوامه الهشّ وطعمه المتوازن، حيث تُحضَّر العجينة من الدقيق الفاخر والسمن العربي المعتّق، وتُعجن على مهل مع مزيجٍ مدهش من التوابل التقليدية المعروفة بـ"التبلة"، والتي تضمّ اليانسون، المحلب، الشومر، والقرفة، فتمنحه عبيرًا لا يُنسى ونكهةً تنبض بالأصالة.
يُشكَّل الكعك يدويًا بأشكالٍ دائرية أنيقة، ويُرشّ بالسمسم المحمّص ليضيف لمسة من القرمشة والدفء، ثم يُخبز حتى يكتسي بلونٍ ذهبيّ يعكس فخامة المذاق الشرقي. يُقدَّم عادةً مع الشاي أو القهوة، ليكون رمزًا للضيافة الحلبية والكرم المتأصل في جذور المدينة.
الكعك الحلبي بالتبلة ليس فقط حلوى، بل هو أيقونة تراثية تعبق بالتاريخ، وتُعبّر عن ذوقٍ راقٍ لا يعرف الزمان، تُقدَّم بفخر في مواسم الأعياد، وتُهدى كرسالة محبة من القلب إلى القلب.